هل يتذكر أي منكم أحمد سبع الليل ؟
كانت تلك شخصية المجند في فيلم البرئ و قام أحمد زكي بهذا الدور
بأختصار كان مجند من الأرياف في الجيش المصري تم أقناعه أن كل الحقوقيون الذين يتم أعتقالهم و يقوم هو بتعذيبهم هم أعداء الوطن.
وقد آمن بهذا تماما حتى اللحظة التي أنكشفت بها الحقيقة عندما رآى بلدياته و صديقه معتقل، ورفضه لأوامر الظابط بتعذيبه إلى آخر الفيلم.
دعني أتوقف لحظة لأسأل
ماذا لو ؟
ماذا لو لم يرى سبع الليل بلدياته، أو رآه ولكن الظابط نجح في أقناعه أنه عدو للوطن؟
ماذا لو أستمر هذا المجند للعمل في الجيش
ماذا لو شارك سبع الليل في عدة حروب و نال عدة أوسمة
ماذا لو ترقى في الدرجات
فليشطح بنا الخيال و نسأل ماذا لو أصبح قائدا للجيش؟
ماذا لو قامت ثورة على قائد البلاد و أصبح سبع الليل أحد المسئوليين عن البلد ؟
ماذا لو تمت محاكمة قائد البلاد وطلبوا من سبع الليل الشهادة ؟
من فهمي لشخصية سبع الليل أعتقد أنه من المستحيل أن يشهد ضد قائده طوال هذه السنين ، فهو ما يزال يراه قائدا عظيما درء أخطار الحروب عن الوطن، فهناك مزيج من شرف الجندية و العادات والتقاليد المصرية التي تتصارع داخله تجعله يشهد لصالح قائده
و تنصب اللعنات من كل جانب على سبع الليل و كل العسكر من كل الأطراف ….!
الحقيقة لا ليس كل الأطراف
ماذا لو كان هناك من يدافع عن الجيش و بأستماتة ، شخص ريفي لم ينل حظا وافرا من الذكاء أو التعليم لكنه أستطاع أن يفتح قناة فضائية أصبح هو نجمها الأول
و تم أصطياد شاب باحث عن الشهرة يظن أنه مطرب موهوب ثم بعد الثورة يظن أنه محلل سياسي و خبير مؤامرات دولية ليكون نجم القناة الثاني
هذا المزيج الذي كون فريق أعلامي لم نره من قبل جذب أنتباه سبع الليل و العسكر
ها هو شخص يذكرنا كل يوم بأصله الريفي يستميت في الدفاع عن الجيش
و معه شاب يفهم في الفيس بوك والتويتر وتلك الأمور يتحدث عن الأشعة الزرقاء الخفية و المؤامرات الماسونية التي تحاك ضد البلاد
و أن سبع الليل والعسكر هم الأمل الوحيد
و على الجانب الآخر نستمع لهتافات : يسقط يسقط حكم العسكر ، ويجب أن تحاكموا سبع الليل .
لمن سيميل القلب ، لمن ستصغي السمع ؟
في البداية سيتجاهلونك ثم سيستهزئون بك ، ثم يحاربوك، ثم تنتصر"
هذه مقولة لغاندي
أرى أن صاحب تلك القناة الفضائية يمارسها بالضبط
الكارثة أن الكل يستهزء به و يشارك بفيديوهاته في كل مكان فقط للضحك
لا أحد يحاول أن يرد أو يحاججه ليس ليتغير هو ، بل ليفهم الكثير من البسطاء الذين يرون تلك المناقشات
ما تزال نسبة الأمية عندنا كبيرة و حتى المتعلميين ليسوا محصنين ضد التغرير بهم
لم أنسى بعد كم صعقت وأنا أقرأ بيان ٦ أبريل بخصوص رفضهم حفل الهرم لأنه أحتفال ماسوني
تعودت أن أرى الثوار الجانب المثقف الواعي لكن في أطار المزايدات على من الأكثر ثورية لم يكلفوا نفسهم بالبحث عن أصل الحفل
و أي جهة أرادت أقامته فقط أخذوا كلام الأعلامي الريفي و المطرب الصاعد ذو الثمانية أرجل و أصدروا بيانا
يا سادة الماسونية لا علاقة لها باليهودية أو الصهيونية ، والكثير من أعضائها مسلمين و من شروط الأنضمام أليها أن تكون مؤمن بالله و أن تؤمن بأن كل الخلق سواء ، ولكن هذا حديث لوقت آخر.
لكنه ما يزال عار عليكم أن تأخذوا معلوماتكم من كتب تباع على الأرصفة.
أذن فهذا الرجل خطر بالفعل ، و تأثيره يزداد يوما بعد يوم
متى سنأخذ موقفا جديا منه ؟
و في تلك الأثناء لغة حوار الثوار تتدنى يوما بعد يوم
يقشعر جسدي و أنا أتذكر يوم ٢٨ يناير
كنت قد أعطيت وعدا لأبي اليوم الذي يسبقها أني لن أشارك في المظاهرات
و لم أنزل حتى لصلاة الجمعة وقتها
و بعد أنتهاء صلاة الجمعة بدأت أسمع الهتافات التي هزت قلوب المصريين طربا و قلوب الطغاة هلعا
"الشعب يريد أسقاط النظام"
لكني مازلت أحافظ على وعدي لأبي
ثم توقفت المسيرة وبدأوا في النداء
"أنزل يا مصري"
نداء بسيط دمعت عيني له
ونزلت
أنضممت للجموع وأنضم كثيريين و أشرف أني شاركت في هذا اليوم
نأتي لليوم و دعني أرى على الفيس بوك الندائات للمشاركة
"أنت لو منزلتش متبقاش راجل"
"أنتوا خلاص معندكمش كرامة مفيش نخوة"
"هتفضلوا عبيد وكلاب و لحاسين جزم لحد أمتى؟"
فعلا نداء يدعوا الكثير للمشاركة
أعزائي الثوار نحن لسنا في الحضانة ، فطريقة " أنت لو منزلتش تبقى حزب كنبة و مش راجل "
لن تجدي نفعا
الحقيقة ستجدي، و قد أجدت بالنسبة لسبع الليل و يمكنني أن أرى التأييد من الكثير من الأشخاص لهم
و أنتم تخسرون المزيد
و لتزيدوا الطين بلة فأنتم تدعون جميع من يؤيد العسكر أن يمسحكم من على الفيس بوك
أستراتيجية رائعة.
الأن فقط الثوار يمكنهم الأنعزال عن العالم في جنتهم الثورية ليشاهدوا فيديوهات الأعتداء عليهم إلى أن يفنوا جميعا
و تبقى فقط الفيديوهات التي تمجد العسكر
الأستمالة و ليس التغريب
أما آفراد الجيش نفسهم وسبب وحشيتهم الزائدة فأعتقد أنهم لا يملكون فيس بوك أو أي مصدر للأخبار
كل ما يعلموه هو أوامر محددة و تعريف بكم أنكم أعداء للوطن تريدون خرابه
و أنتم تحيوهم كل يوم بهتاف
"الجيش والشرطة ولاد وسخة"
سبع الليل و العسكر لا يروا أنهم أشرار ، بل يروا أنهم يحمون البلاد
لكنهم لن يستمعوا لكم هكذا أنا أرى و أتفهم لكن من أنا ، لست أنا المهم
المهم هم
و المهم من في أنحاء مصر لا تصلهم الصورة ولا يملكون حساب على تويتر
العنف و الدماء ليست أبدا بحل
يتبع….