Wednesday, July 3, 2013

أبهرت العالم النهاردة ؟

يحدث الكثير من حولي و أقسم لنفسي كل مرة ألا أعلق ، ألا أكون جزأ من المناقشة 
أفكر أن لا أحد يهتم عما أعتقده بخصوص ذلك الحدث أو ذاك 
و أحنث بقسمي كثيرا تلك الأيام 
أنا أكتب تلك الكلمات لي و حدي لأتذكر أين كنت و كيف كنت أفكر و تلك الأحداث تتلاحق من حولي، فربما أقرأها بعد سنوات و أرى من أنا حقا
 الأيام ستخبرني و عندها قد أدعي الحكمة بأثر رجعي و أدعي عكس ما أعتقدته حقا 

فلأُضيع تلك الفرصة على نفسي بأن أخط كلمات مؤرخة على ما أظنه بالفعل فيما يحدث من حولي

قيل لي أن الثورة في ٢٥ يناير قامت من أجل العيش و الحرية و العدالة الأجتماعية 


أنا لم أعرف ذلك و قتها 
 ما علمته وقتها أن يوم ٢٥يناير أتفق عدة أشخاص على القيام بمظاهرات في ميدان التحرير تنديدا بطريقة تعامل جهاز الشرطة مع عامة الشعب بطرق ......
ربما أستطيع أن أقول غير أخلاقية ، وحشية ،غير آدمية 
و أختيار يوم ٢٥يناير كان يوضح و يؤكد هذا الهدف لتزامنه مع عيد الشرطة
نعم كانت هناك ثورة في تونس أطاحت برئيس في ذلك الوقت لكني لم أجرؤ  حتى على التفكير أن ذلك من الممكن أن يحدث في مصر
كانت تظاهرة كمئات التظاهرات التي تحدث على أعتاب النقابات محاطة بدائرة من الأمن المركزي و داخل تلك التظاهرة ستتدس الداخلية بعض المسجلين الخطر ليتحرشوا بالنساء
لكن هدف تلك التظاهرة بالذات كان يمسني كثيرا، أن توحش الشرطة في تلك الأونة كان لا يعقل حينما أمشي في شوارع خالية في ساعة متأخرة من الليل لم أكن أخاف اللصوص ، أستطيع الدفاع عن نفسي أو الهرب لو لم أستطع 
لكن خوفي كان أن أقابل عددا من أمناء الشرطة يحاولوا أن يجدوا سببا ليبتزوا مالا منك ، و يستخدموا الألفاظ النابية للتعامل معك
لم يحدث ذلك لي لكنه حدث لبعض أصدقائي 
و كنت أعلم في قرارة نفسي أن لو حدث ذلك معي فسيكون الناتج موتي، فأنا لن أقبل أن أرضخ لأبتزاز أو أن يسب أهلي 
سأشتبك مع ذلك الشخص حتى يقتلني ، أو يأخذني معه لقسم الشرطة لتعذيبي حتى الموت (عشان رديت على الباشا)
لم يعد جهازا لحماية الشعب و لا حتى لحماية النظام 
هو جهاز للجريمة المنظمة 
لكن لا لم أكن أملك الجرأة أن أشارك يوم ٢٥ يناير فتيات زملائي كانوا أكثر مني شجاعة و شاركوا
متى أصبحت ثورة؟
٢٨ يناير 
ساهم في تحويلها ثورة عدة قرارت حمقاء من الرئيس و أعوانه أهمها قطع الأتصالات مما دفعني أنا و الكثير ممن لا يهتموا بالشأن السياسي للمشاركة يوم جمعة الغضب
يوم ٢٨ مع العناد و العنف في التعامل مع المتظاهريين  أنضم مئات الألاف للثوار
و رأيت ذلك الشعار لأول مرة يومها
عيش حرية عدالة أجتماعية
و أرتفع سقف المطالب من التنديد بوزارة الداخلية و محاسبتهم 
لأسقاط النظام عن بكرة أبيه الذي لا يستطيع توفير
العيش و يقمع الحرية و حاشا لله أن يكون قد سمع عن العدالة أجتماعية
دعنا نرى ما الذي حدث بعد أن سقط المئات من الشهداء من أجل ذلك المطلب 
و بعد أن تنحى الرئيس
تم وضع هذا المطلب جانبا الآن من أجل مطلب جديد
(حقوق الشهداء)
أختصر الحديث عن الكثير من المظاهرات في الأسابيع التي تلت التنحي مطالبة بتحرير القدس و غلق المواقع الإباحية و الكثير من مسببات الجلطة الدماغية لكل من يقرأ
أختصر كل ذلك وأعود لأتحدث عن المظاهرات ذات المطلب المنطقي التي كان هناك نوعا ما من الأتفاق على شرعية و عقلانية مطالبها
(حقوق الشهداء)
كان هناك أختلاف بالطبع داخل الفريق الواحد عن ما هي حقوق الشهداء فبعضنا كان يرى أن حقوق الشهداء هي تكريم ذكراه و عمل معاش مناسب لأسرته و الأهتمام بهم و أكثرنا كنا نرى أن حقهم الأهم هو القصاص من تسبب في موتهم 
ودعني أتوقف للحظة كي لا أنسب لنفسي بطولة زائفة أنا لم أشارك في أي تظاهرةبعد التنحي
و مشاركتي طوال فترة الثورةأقتصرت على  ٢٨ يناير و ١١ فبراير.
 كل أرائي و تحيزاتي فيما بعد لم تترجم لمشاركة فقط أراء أناقشها مع أصدقائي و زملائي
في تلك الأثناء و أثناء تظاهرات المطالبة بالمحاكمات للنظام السابق كان هناك صوت خافت في الخلفية
 بعض الموظفين يطالبوا برفع مرتباتهم و معاشاتهم في مهن مختلفة ، أهمهم الأطباء ووقفاتهم مطالبين برفع مرتباتهم و تحسين النظام الصحي و تلويحهم بالأضراب 
يالا أنانيتهم يطالبون بمرتبات أفضل من أجل أن يتمكنوا من شراء الخبز من أجل أطفالهم و ألا يحتاجوا للرشاوي
و يطالبون بتحديد حد أدنى و حد أقصى للرواتب من أجل تحقيق العدالة الأجتماعية أي تخريف هذا 
كم كرهت تلك المطالب الفئوية و هاجمتها مرارا لماذا يعتقدوا أن  الخبز و العدالة الأجتماعية أحد مطالب تلك الثورة؟!
أن المطلب الأهم الأن هو القصاص ، المحاكمات لن ننال حريتنا ألا بعد أطفاء نار الأنتقام 
القصاص سيعيد كرامتنا المهدورة و سينملئ موائدنا بالخير مع عودة الأموال المسروقة بتلك المليارات لن نحتاج أي شيئ بعد الأن حق الشعب سيعود له 
 أن أستغلال الطاقة الأيجابية و حالة الوحدة الشعبية التي خرجنا بها من الثورة في أي شيئ سوى دهن الأرصفة هو الحمق ذاته

و حينما عرضت المناصب على بعض الشخصيات التي يحترمها الثوار رفضوا لن نشارك في أي حكومة حتى يتم القصاص و كأن الوزير هذا منصب تشريفي و ليس شخصا سيخدم الوطن الذي يحتاجه! 
كمثال أكثر من شخص عرض عليه منصب وزير الأعلام و رفض قائلا لا توجد دولة ديمقراطية يوجد بها وزير أعلام
و ألتهبت الكفوف بالتصقيف 
في تلك اللحظة بدأت أقلق 
نعم قد يكون صحيحا أن ذلك المنصب  هدفه الأساسي توجيه الجماهير لفكرة معينة بشكل أو بآخر لكن هذا بالضبط ما كانت تحتاجه البلاد في تلك اللحظة 
من يوجه تلك الطاقة ، لقد وجه هذا الشعب للقومية العربية و الصناعة المحلية في عهد جمال عبد الناصر ووجه للسلوك الأستهلاكي و الأنفتاح وأعلاء قيمة الفهلوة في عهد السادات و في عهد مبارك زاد التوجيه للسلوك الأستهلاكي  و الأبتعاد عن السياسة 
 بالطبع لم يعد ذلك سهلا مع وجود الأنترنت 
لكن تظل حاجتنا لوضع خطة لتوجيه تلك الطاقات فذلك دور الدولة خاصة مع أنتقال تام من دولة شبه ملكية لدولة تتحسس طريق الديمقراطية ، وجب وقتها أيجاد خطة ليفهم المواطن البسيط أهمية صوته و حين تأتي أنتخابات رئاسية يجب أن يفهم أن بصوته هذا يحدد مستقبل بلاده التي سيتركها لأولاده فلا يكون سهلا على البعض شراء صوته بطريقة أو بأخرى كما كان يحدث لسنوات عدة في أنتخابات مجلس الشعب و الشورى 

نريد وزيرا للأعلام لتحديد مستوى خطاب يوضح خطر التحرش المتزايد و يغير فكرهم ليحترموا الفتاة كأنسانة ذات حقوق تنتهك بدون ذرة عذاب ضمير 

نريد وزير أعلام لأسباب عدة 
ولكن الجميع يرفض/يجبن و ترحل وزارة الرئيس و تعين وزارة جديدة و تبدأ صراعات على أن بعضهم فلول
و تتجه الجماهير لمعركة تعديلات الدستور و ......

أتعلم شيئا لفد مللت من الكتابة هناك الكثير من التفاصيل التي قد أكمل الكتابة عنها يوما ما 

لكني أكتب ذلك و نحن نمر ببعض الظروف المشابهة 
نحن تخلصنا من حكم فاشل كاد يجرنا لحرب أهلية كان السبب الرئيسي لأنتخابه هو رغبتنا المحمومة في الأنتقام 
الأنتقام من النظام السابق و الفلول 
و الأن سنكرر نفس الخطأ 
أصوات ترتفع لتذكيرنا ، لا تنسوا ما فعله الجيش لا تنسوا كشوف العذرية و من جهة أخرى الداخلية هم حفنة بلطجية لا تنسوا ذلك
لا تنسوا الفلول قالوا كذا و فعلوا كذا و سيتكلم بعضهم قائلا في حكمة الأهم الأن حقوق الشهداء و محاكمة الجماعة المحظورة 
القصاص لما فعلوه بالبلاد 
ستكون هناك أصوات خافتة في الزحام تسأل عن البنزين و الكهرباء و الخبز
لكن أولائك مجموعة من المغيبين لا يعرفوا أهداف الثورة الحقيقية
الهدف أن ننقسم و أن ننتقم فلنبدأ المظاهرات من الأن لا تتروكوا الميادين حتى يحاكموا و تعود حقوق الشهداء الجدد و أذا أمكن فلنقبض على كل ذو لحية و ذات نقاب للتأكد من أنتمائتهم و أياك أن تتحركوا بعدها حتى نحاسب الجيش على ما فعله تحت قيادة طنطاوي لا تنسوا كشوف العذرية و الشهداء الذين كانوا يحاولوا الأتيان بحقوق الشهداء و بعد أن ننتهي منهم دعنا نتذكر بلطجة الداخلية و بعدها نبحث عن الفلول بيننا
 أرى مستقبلا مشرقا لتلك البلاد نستبدل به نسرنا على العلم بدائرة الأنتقام 
أو 
يمكننا أن نسامح 
هل حدث من قبل أن ثورة سامحت ؟
لا لا أعتقد أن هذا حدث ، لكن دعنا نبهر العالم قتلنا تلك الكلمة أبتذالا حتى فقدت معناها 
لكن يمكننا أن نفعلها حقا 

أن عدائنا للجيش و الشرطة و الفلول مبرر لكننا نحتاجهم و هم يحتاجوننا 
دعنا نحضرهم و نستفيد من خبراتهم لجيل جديد مزروع فيه الأحترام لكرامة الأنسان
دعنا نستخدم الطاقة التي تشحن القلوب في بناء البلاد و تغييرها
دعنا نضع القوانين التي تحمينا من تكرار ما حدث و لكن الأهم أن نعلم أن ذلك وطننا جميعا
كم من دوائر الثأر في الصعيد أدمت أجيال و كانت النهاية هي أن أحدهم يجب أن يسامح
" العين بالعين تجعل العالم بأكمله أعمى"
الثورة و الغضب و التضحية أسهل من أن تسامح 
لكن لو سامحنا سنستطيع أن ننجح هذه الثورة و أن نحقق شعارها 
(عيش حرية عدالة أجتماعية)
(و كهرباء و بنزين لو أمكن)