Monday, August 19, 2013

الشيطانة (١)

ماري الدموية خمسة مرات أمام المرآه
و سوف تظهر لك ماري اللطيفة لتنتزع أحشائك
لماذا أجيئ بماري حينما يمكنني أن أجيئ بأبنة الشيطان شخصيا ؟!
******************
"شكلك مش مصدقني ؟"
أنظر يميني و يساري أثناء عبورنا للطريق و أنا أرد عليه
"يا عم أنا قلت حاجة ؟! كمّل "
متضايقا يعلن
"لا أنت واخد الموضوع تهريج و بتضحك, مع أن الموضوع خطر أصلا و أنا مبحكيش فيه مع حد"
نتلكأ الخطى بعد أن أعتلينا الرصيف و أنا أضع يدي على كتفه موضحا
"فين التهريج بس أنت موضوع الصباع ده تخيلته فضحكني "
أمسك يدي و قال في خطورة
"لا يا برنس الموضوع ده مينفعش فيه ضحك يلبسونا أحنا الأتنين"
" خلاص مش هضحك تاني كمل أنت بس "
"المهم زي ما قلتلك بعد ما بتقراهم بصوت عالي و تشك صباعك الكبير خمس شكات يجيبوا دم بتلاقي صباعك ده قعد يكبر يكبر يكبر لحد مايبقى قد راسك "
نظر لي بطرف عينيه ليتأكد أني لن أضحك مرة أخرى, لم أخيب ظنه في و قد كتمت تبسمي
فأستطرد
"البسم الله الرحمن الرحيم ده بقى أسمه لطيش تسأله على مكان أي حاجة ضايعة منك أو مكان أي حد يقولك على طول "
أشطح بخيالي منتشيا بكل ما أستطيع تحقيقه لو نجحت في تحضير ذلك الجن , كل فرّد الجوارب الثكلى يمكنني جمعهم بأزواجهم مرة أخرى  
نقترب من موقف المكروباصات لكني أجذبه قائلا
ُكك من المكروباص بقى, نتمشى لحد البيت عندي و هركبك من هناك "
لا مباليا عدّل إتجاهه
"قشطة , المهم الواد مجدي جه في مرة قعد يقولي أنا مبصدقش في البسم الله الرحمن الرحيم و ديه تخاريف ,أقوله أستغفر ربك دول مذكورين في القرآن , ولا هو هنا "
نظر لي نظرة هل تتصور مدى الجهل 
فأومئت برأسي متصعبا على حال العباد و هو يكمل
"يومها حضرت لطيش و سألته الواد مجدي أبن ثريا "
صمت للحظة و غمز لي بخبث لم أفهم مبرره
"مكنتش تعرف أن أمه أسمها ثريا أنت صح ؟"
لم ينتظر ردي و كأنما فقط يثبت لي سعة علمه و أكمل
"سألته بأه الواد مجدي أبن ثريا فين دلوقتي ؟ غاب دقيقة و رجع قالي أنه نايم في أوضته ووصفلي الأوضة و اللبس اللي مجدي كان نايم بيهوتاني يوم لما قابلت مجدي ....... "
أردت أن أستفسر كيف تركه لطيش و عاد هل أنفصل أصبعه عن جسده و طار من النافذة ؟
إبهام في حجم رأس  إنسان تحلق فوق أرجاء المدينة ,أخيرا عرفنا سر مشاهدات الأطباق الطائرة في أنحاء العالم أنه لطيش الجني الحبوب يساعد الأشخاص في العثور على مفقوداتهم
أمسكت ضحكاتي بصعوبة لكن أبتسامة فرّت مرتسمة على وجهي فقلت بسرعة كي لا يعتقد أني أسخر منه
"بتخيل بس لو مجدي كان ناطط على واحدة و أنت بعتله الصباع السحري ده هيبقى أيه الوضع ساعتها ؟"
رافعا صوته
"أحا ,مجدي مين اللي ينط على واحده , ده أخره يفك بريزتين على فيلم حسام أبو الفتوح وينام من غير لباس"
معترضا قاطعته
"لو سمحت أسمه عمو حسام أبو الفتوح , الراجل ده أب روحي لكل الشباب المصريين و خدماته الجليلية مش هينساها أي شاب من جيلنا و بعدين أسم الله عليا أحنا اللي مقطعيين الحريم ما أخرنا أفلام برضه "
"لأ عيب عليك لو عايزين حريم واللي أجمد من الحريم كمان نجيب"
"أيه هتجيبلنا جن ننام معاه برضه ؟"
أشار بيده أن أتوقف و نظر في خطورة حولنا ليتأكد أن أحدا لا يسمعنا
بالطبع هناك العشرات من الأشخاص حولنا و كلهم يستطيعوا سماعنا لو كانوا مهتمين بما نقول فلا يوجد أدنى داعي لما يفعله سوى أضافة المزيد من الخطورة
"بص يابني هتلاقي بنات بتحكي قصص عن عفاريت بيجولهم بليل و يناموا معاهم , مفيش الكلام ده كله هجص
ديه بتبقى بت أتدهولت مع صاحبها و بتحوّر على أهلها , أصل الجن ملهومش أجساد زينا دول أرواح
ما عادا واحدة"
صمت لأضافة التأثير الدرامي , و لأكن صريحا فأن جزأ مني بدأ فيأخذ حديثه جديا
"بنت الشيطان"
خطَونا خطوات و قد بدى و كأنه أنهى حديثه لكنه أكمل

"ديه أمها كانت أنسانة و أبوها الشيطان , و بيقولك أن قال أيه أن أمها هي اللي غوت الشيطان  
شوف الفُجر يا أخي
أمها ملعونة في جهنم لكن البنت عاشت مع الجن على الأرض , يقولك بقى لو عرفت أسمها و ناديتها خمس مرات بتجيلك
و متسيبكش ألا ما تنام معاها بس بعدها ........."
قاطعته
" و هي شكلها بني أدمة ولا جن ؟"
"ما قولتلك الجن دول أرواح ملهومش جسد لكن هيا بنت أنسانة ليها جسد, بس مش أي جسم يا صاحبي
ممكن تغيروا و تحوله لأي شكل بنت شيطان بقى ههههههه"
لم أضحك
كنت أفكر في جدية تامة الآن, في الجنس
الأنسان الطبيعي يفكر في الجنس 15 مرة في اليوم, لكني أبدا لم أكن طبيعيا
تلك الحمم التي تسري في عروقي مكان الدم , لم تكن لدي فرصه في أي مكان للتعرف على الفتيات
و لو عرفتهم و أحببتهم ماذا بعد ؟
ما أزال مراهقا لا يملك ثمن سيارة أجرة كم من السنوات عليْ أن أنتظر لأتزوج و أستطيع أن أتذوق من تلك الفاكهة المحرمة
دقات قلبي تتسارع من الغضب
"طب تجيب أسمها منين ديه ؟"
تفحصني مستغربا لسؤالي الذي قطع ضحكاته ولما رأى علامات الجدية المرتسمة على وجهي  
"من نفس الكتاب بتاع خالي اللي بقولك عليه جابوا معاه من اليمن و مخبيه بس أنا بقرا فيه من غير ما يحس
أسمه شمس المعارف باين"
تمر سيارة من جانبنا مغرق أيانا بسحابة من العوادم
نستغرق في السعال لدقيقة فينقطع حديثنا حتى نصل تحت منزلي و نتوقف منتظرين مكروباص ليأخذه المسافة المتبقية لمنزله
أقطع الصمت متسائلا في تردد
"طب هو أنت ما قرأتش الأسم بتاع بنت الشيطان ديه ؟"
" لا قريته بس مش فاكره"
أزفر متمللا
"طب أنت مش عارف مكان الكتاب ما تقرأه تبعتهولي في رسالة لما تروح ؟"
غمزة لزجه من غمازاته و هو يقول
"هو (توتو) تاعبك ولا أيه ؟"
مغتاظا رددت
"ولا , أنا عارف أصلا أنك بتشتغلني ولا في كتاب ولا نيلة , وأنت بتأفلم"
مدافعا ألتفت لي
"تصدق أنت عيل عرص و أنا غلطان أني حكيتلك "
أشَحتُ بيدي
"حوِّر بقى على أُمي وغير الموضوع لو كان عندك كنت قولتيلي الأسم"
منفعلا رد في سرعة
"و طب و ديني ما بَحوَّر  و هبعتلك كُس أم الأسم أول ما أوصل البيت , و أصلا أسأل مجدي , أنا مكملتلكش تاني يوم لما قابلته ........"
أشير لميكروباص مار بجانبنا ليتوقف و أنا أقول
"يا عم لا مجدي و لا غيره أهو المكروباص إتِجه أنتَ و أنا مستني الحاجة أول ما توصل البيت "
ما أن بدأ الميكروباص بالتهدأة حتى قفز فيه و هو يشير لي مودعاً
مررت بمطعم قريب من المنزل و أبتعت شطيرتين من الكبدة قبل أن اصعد للمنزل
لا يوجد أحد بالمنزل و هو ما ناسبني جدا ساعة أو ساعتين من الهدوء
أو الهدوء النسبي فمن المحال أن تحصل على هدوء حقيقي في منطقة كالتي أعيش بها
وضعت شطيرتين على السرير و طوحت الحذاء من قدمي وأنا أخلع القميص بدون أن أفك أزراره
أشغل التوشيبا الزرقاء العتيدة و أنا أترك البنطلون يسقط أرضا شاعرا بتحرر كرشي الصغير من قيوده فيتدلى مرحبا بهواء المروحة
ألقي بجسدي على السرير متافديا شطائر الكبدة التي ملئت الغرفة بعبيرها
أمد يدي ناحيتها و أنا أدعو ألا يكون الزيت المتساقط من الشطيرة قد أخترق الورق ووصل لملاءة السرير لكن صوت وصول رسالة قصيرة لهاتفي تجعلني أقفز من مكاني أبحث عن هاتفي بجنون
بعد دورة تمشيط سريعة و أستعادة لخطواتي منذ أن وصلت المنزلأجده في جيب البنطلون الملقى على الأرض أمام المروحة
أفتح الرسالة لأجد بها كلمة واحدة
أسم  
مجرد أسم
أسم تنطقه 5 مرات لتقابل صاحبته
أسم أبنة الشيطان


No comments:

Post a Comment